أكثروا من الطاعات واستبقوا الخيرات

ملفات
طبوغرافي

رمضان شهر الخير واليمن والبركات. وفيه تتنزل الرحمات. وتغلق أبواب النار. وتفتح أبواب الجنات. فعلي المسلم أن يستغل شهر رمضان في الطاعات والأعمال الصالحة. فإنه من الأوقات الفاضلة التي ينبغي ألا يفرط فيها.


يؤكد الدكتور اسماعيل شاهين نائب رئيس جامعة الأزهر أن المسلم عليه أن يحسن التعامل مع شهر القرآن بالاكثار فيه من فعل الطاعات واستباق الخيرات لقوله تعالي: "فاستبقوا الخير لعلكم تفلحون" فالشهر ملئ بالطاعات من قيام وصيام وجود وبر واحسان وعتق من النيران.

فالرسول أخبرنا بأن الأمة لو علمت ما في رمضان من الخير لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان فجو الصيام يسهم في مساعدة المسلم علي التوبة إلي الله من جميع المعاصي والذنوب.

بأن يشغل نفسه بطاعة الله تعالي والقرب منه وكسب محبته ورضاه. فسبحانه يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار.

ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل. ولا يدع الفرصة للأهواء والأغراض لتقضي علي فرصة الربح السنوية والهدية الربانية بالانشغال بالأهواء والملذات النفسية والانغماس في باطل المسلسلات والبرامج. فالرسول صلي الله عليه وسلم صعد المنبر وكلما صعد درجة قال آمين مرات ثلاث. وعندما سأله الصحابة عن تفسيره قال أجاب بأن جبريل أتاه وهو صاعد المنبر فقال له: خسر يا محمد من أدرك رمضان ولم تغفر ذنوبه. فقلت: آمين.


أضاف: من بركات الصيام تمهيد النفس وتدريبها علي المشاق والتزام الطاعات وشعور العبد بحلاوة الطاعة. قال صلي الله عليه وسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا" فالله أفرح بتوبة عباده وهو الغني عن العالمين لا تنفعه الطاعة. ولا تضره المعصية. فعن أبي هريرة أنه صلي الله عليه وسلم قال: "يتنزل جل وعلا كل ليلة إلي السماء الدنيا إذا مضي ثلث الليل الأول. ثم يقول جل وعلا: أنا الملك. من ذا الذي يدعوني فأستجيب له. من ذا الذي يستغفرني فأغفر له.

من ذا الذي يسأني فأعطيه. حتي يضئ الفجر" فعلي المسلم أن يهيئ نفسه للقاء ربه ولا ينشغل عنه بالمسلسلات والأفلام فالعمر قصير والوقت قليل. والموت أقرب غائب ننتظره.

ولا نملك أو نضمن العيش إلي رمضان المقبل. فعن أنس بن مالك أنه صلي الله عليه وسلم قال: "لله أفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان علي راحلته بأرض فلاة. فانفلتت منه راحلته وعليها الطعام والشراب. فأيس من راحلته. فأتي شجرة فاضطجع في ظلها. وبينما هو كذلك إذ به يري راحلته قائمة عند رأسه.

فقال: اللهم لك الحمد. أنت عبدي. وأنا ربك! يقول الحبيب صلي الله عليه وسلم: أخطأ من شدة الفرح وفي الحديث القدسي عن أنس عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالي: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك علي ما كان منك ولا أبالي. يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك علي ما كان منك ولا أبالي.

يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا. ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" والتوبة ليست لأهل المعاصي فحسب. بل أمر الله أهل الايمان بالتوبة. فقال جل وعلا: "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلي الله توبة نصوحا عسي ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار".


الدكتور إبراهيم عبدالشافي أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر أشار إلي أن بركات رمضان وردت في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه واصفا حال رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا أقبل شهر رمضان أنه كان يقول: "أتاكم رمضان شهر بركة. يغشاكم الله فيه. ينزل الرحمة. ويحط الخطايا. ويستجيب فيه الدعاء. وينظر فيه إلي تنافسكم في الخيرو ويباهي بكم ملائكته. فأروا الله من أنفسكم خيرا. فإن الشقي من حرم في رمضان رحمة الله عز وجل".


أضاف: يجب أن تتبدل أخلاق المسلم في هذا الشهر وأن يجعله منطلقا إلي العبادة الخالصة لله رب العالمين حتي لا تكون العبادة مجرد عادة. وعلينا اعلان براءة من البعد عن الله وبذل الجهد في محاولة لتعويض النقص والتقصير في التقرب اليه سبحانه بترطيب ألسنتنا بالذكر والدعاء والاستغار لله رب العالمين فلا يأمن شخص مكر الله تعالي ولو كانت احدي قدميه في الجنة فلن يندم أهل الجنة إلا علي ساعة لم يذكروا الله فيها.


وذكر رمضان يتميز عن باقي شهور العام. فعلي المسلم أن يكون واعيا ولا ينساق وراء الأفلام والمسلسلات اللهو الذي ساقته الينا عولمة الفكر والثقافة. وعلي الدعاة اليقظة ويذل الجهد في تقريب العباد من خالقهم سبحانه.