السيطرة على الانفعال والبعد عن الزحام.. لصحة الصيام

ملفات
طبوغرافي

 

حذر علماء النفس والاجتماع أصحاب المهن الشاقة من أن شهر رمضان هذا العام سوف يأتي في ظروف مناخية صعبة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وطول ساعات الصيام بجانب ما نعاني منه من ضغوط اقتصادية وسياسية فكلها عوامل تساعد علي سرعة الغضب والانفعال وهو ما سينعكس علي ارتفاع معدلات الجريمة.


طالب رجال الدين بالحفاظ علي النفس من الانفعال قدر المستطاع خاصة في فترات الصيام سواء بتأجيل العمل الشاق كالنجارين أو عمال البناء لفترات ما بعد الإفطار أو بالابتعاد عن الزحام والضغوط التي قد تؤدي إلي وقوع اشتباكات.


يوضح الدكتور محمد خطاب أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس أن شهر رمضان المبارك يأتي هذا العام في ظروف طقس شديدة الحرارة إلي جانب الزحام الشديد الذي نعاني منه باستمرار سواء في وسائل المواصلات أو في الشوارع والطرق مما سينعكس علي سلوكيات الأفراد بشكل عدواني فيصبح الشخص الصائم سريع الغضب مما ينتج عنه كثير من المشاكل في ظل الأوضاع الاقتصادية والصراعات السياسية بين طوائف المجتمع والفصائل السياسية وهو ما يساعد علي تزايد حدة الاشتباكات بين المواطنين موضحاً أن الصيام ليس امتناعا عن الطعام أو الشراب فقط ولكن امتناعا عن أذي الغير بالقول أو الفعل.


ينصح الصائم بضرورة أن يتحكم في لسانه وانفعالاته وسلوكياته قبل التحكم في الطعام أو الشراب بالإضافة إلي الابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر المستطاع خاصة وسائل المواصلات في وقت الذروة.


يوضح أن أصحاب المهن الشاقة في بعض الدول العربية يبدأون العمل من بعد صلاة العشاء حتي الساعات الأولي من الفجر خاصة تلك الأعمال التي تعتمد علي المجهود البدني مثل النجارة والحدادة والبناء لأنها مع ارتفاع درجات الحرارة وطول ساعات الصيام تساعد علي تعرض الإنسان الصائم للانفجار في أي لحظة وهو ما يؤكد عليه علم النفس الصناعي من ضرورة توفير بيئة اجتماعية ونفسية وبيئية مناسبة حتي تكون في صالح العمل مثل توفير وسائل تهوية أو مظلات خاصة للعمال الذين يعملون في الأماكن المفتوحة وإعطاء فترات راحة بين ساعات العمل مع الاغتسال من وقت لآخر خاصة مع ظروف الصيام لانه يعود بالنفع علي العمل والانتاج ويحافظ علي صحة الإنسان..


تهذيب الأخلاق
يقول الدكتور طلعت السروجي عميد معهد الخدمة الاجتماعية بحلوان سابقاً: ان الصيام فريضة أساسية من فرائض الإسلام يجب الالتزام بها فهو يهذب الأخلاق وينمي الجانب الروحاني والإنساني كما أن الصوم له فوائد كثيرة من الناحية الجسمانية..
يشير إلي أن العمل الشاق لا يعني عدم الالتزام بالفريضة والصيام لأن الصوم يدفع الإنسان إلي العمل والاتقان ولكن أصحاب هذه المهن الشاقة يحتاجون إلي البنية الجسمانية والسلامة الصحية والجسدية التي تعد من عوائد الصوم.


كما يجب علي أصحاب هذه المهن الالتزام بآداب الصوم وأخلاقيات الإسلام في تعاملهم في العمل والطرق وفي المنزل مع أفراد أسرهم.


يشير الشيخ صفوت حميد مدرس الشريعة الإسلامية بجامع الأزهر الشريف أن الله سبحان وتعالي يرفع الحرج عن عباده جميعاً لذلك فقد أعطي الله خيارين لأصحاب المهن الشاقة والأمراض في رمضان وهو الإفطار أو الصوم.


أضاف: ان الله أجاز الفطر لمن ليس لديه القدرة علي تحمل الصوم من أصحاب العذر أو المرض أو من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ولكن بفدية لكن لو اختار أصحاب المهن الشاقة الصيام فيجب تأخير السحور بقدر المستطاع مع الاكثار من تناول كميات أكثر من الطعام بسبب ارتفاع درجات الحرارة وان يحاول بقدر الامكان أن يجعل عمله بالليل فذلك سيكون أفضل له.


وينصح الصائم بأن يتفادي الغضب حتي لا يفسد صومه ويخسر أجره..


الدكتور صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر يقول ان الله سبحانه وتعالي يقول في محكم التنزيل "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون" فهذه الآية تؤكد لنا جميعا ان الحكمة من الصيام التقوي وان التقوي هي جماع كل خير وتجعل الانسان يتخلق بأخلاق الإسلام ويلتزم بمنهج سيدنا رسول الله، وقال د. عبدالرءوف ان بعض الناس يثورون ويغضبون لأتفه الأسباب في شهر رمضان ويعللون ذلك بالصيام وهذا سلوك خاطئ وفهم غير مقبول لأن الاسلام دائما يفرض العبادة التي تقوم السلوك وتجعل الانسان يحيا في هذه الحياة وهو أشبه بملائكة الله عز وجل الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يصخب فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم".