الشيخ محمد عبد القادر أبو سريع -المبتهل بالإذاعة والتليفزيون لــ "الفتح اليوم":

حوارات
طبوغرافي

ـ كيف كانت النشأة وما دور الوالدين في تنشئتكم على القرآن الكريم؟
الحمد لله نشأت في بيت كله قرآن بداية من الجد والوالد والأعمام كلهم كانوا من حفظة كتاب الله ولذلك كان من الطبيعي أن أكون من حملة كتاب الله استكمالا لمسيرة جدي ووالدي وأعمامي وقد بذل الوالد مجهودا كبيرا في تلك المسيرة الهامة جدا في حياتي وقد قدمت أمي لي كل العون لكي أكمل مهمة حفظ القرآن بنجاح...
ـ ما الحلم الذي كان يراودك منذ الصغر؟ وماذا حققت منه؟
الالتحاق بالإذاعة ولم تكن تلك الرغبة من فراغ لكنها جاءت من متابعتي للإذاعة منذ نعومة أظفاري وكنت أتابع البرامج والأمسيات وتلاوات الهواء وابتهالات الفجر التي صنعت بداخلي رغبة أكيدة وشوق كبير لكي أكون من هؤلاء الذين يمتعون العالم الإسلامي بصوتهم الراقي الجميل وبكلماتهم البناءة التي ترتقي بالمجتمع وتربي فيه الفضيلة وتغذي روح العمل وتصنع فيه الأمل وتزكي فيه زيادة الإنتاج وإذكاء حب الوطن ونشر القرآن الكريم بتعاليمه السمحة وآياته المربية للنفس البشرية التي دائما ما تتوق إلى أصلها الطيب الأصيل.
ـ من صاحب القدوة الذي له أثر كبير في شخص الشيخ محمد عبد القادر أبو سريع؟
القدوة الذي له أثر كبير في حياتي هو صاحب البصمة التاريخية في الإنشاد والابتهالات في تاريخ الإذاعة المصرية فضيلة الشيخ علي محمود رحمه الله وكذلك الرائع الشيخ طه الفشني رحمه الله وباقي عظماء الإذاعة المصرية فقد تربيت على صوت هؤلاء المبدعين الذين جعلوني مفعما بروح النجاح وصناعة المجد وتمنيت أن لو أكمل المسيرة من بعدهم مع كوكبة مبتهلي الإذاعة من الجيل الجديد.
ـ متى كانت أول مواجهة للجمهور؟ وكيف كان أثرها؟
كانت مواجهة إيجابية ولله الحمد، امتلكت فيها حسن الأداء وإتقان الأحكام وجملتها بالصوت الذي أعجب الجمهور الذي شجعني ليكون الوقود الذي ألهب مشاعري وصنع لدي الرغبة في مواصلة الصعود ولا أنسى دور الإذاعة المدرسية الذي شجعني على المواجهة والجرأة منذ الصغر وفي نفس الحقبة من الزمن أيضا واجهت الجمهور بالإنشاد والابتهالات ولم يقل رد الفعل لدى الجمهور في الابتهالات عن القرآن وذاع صيتي في قريتي والقرى المجاورة وحاولت في أعمالي الخاصة أن أقدم كل ما هو جديد ومفيد في الكلمة واللحن والأداء وبدون هذا لن تستمر مسيرة النجاح.
ـ من هو صاحب الفضل الأول في التحاقك بالإذاعة المصرية؟ وكيف حدث ذلك؟
أبي الذي شجعني وكان لي المعين الأول بعد الله تعالى في طريقي حيث أحاطني بالرعاية والمتابعة، ولم يبخل علي بجهد ولا مال حتى التحقت بالإذاعة.
-كيف كانت أجواء اختبار الإذاعة؟
كنت أحمل الكثير من القلق والتوتر والخوف والترقب وفي نفس الوقت أحمل من الموهبة والبراعة والتمكن ما جعلني أترجم كل هذا إلى أداء قوي أعجب أعضاء اللجنة حتى أني رأيت في عيونهم الانبهار والإعجاب بأدائي وصوتي والمهارة في استخدام المقامات وتطويع الصوت حسب المعاني حتى أدى كل هذا والحمد لله إلى النجاح المتوقع ومن هنا بدأت مرحلة جديدة في حياتي.
ـ الإذاعة والحفلات الأهلية ميدانان مختلفان لكل منهما جمهوره وطبيعته. كيف استطعت أن تجمع بين المنبرين؟ وما الفرق بينهما؟
الأداء في استوديو الإذاعة له شعور خاص حيث المتعة والأداء بحب مع استشعار وجود جموع الجماهير تستمع إليك عبر الإذاعة مستمتعة بالأداء إلا أنك لا ترى ولا تسمع رد فعلها لكنني أستحضره كمستمع حينما كنت أستمع لمشايخي وأساتذتي عبر الإذاعة أما الحفلات الأهلية فنجابه فيها الجمهور بشكل مباشر ليكون الفعل ورد الفعل السريع وهنا أنت تتفاعل مع دم ولحم وروح ومشاعر وترى من خلال أعين الجماهير رد الفعل على صوتك وكلماتك وأدائك وهنا تستطيع أن تزن الأمور وتأخذ من عيونهم النصيحة بالاستمرار ورفع نمط الأداء وزيادة الجودة والتحسين وهكذا...
ـ كيف أسهمت المسابقات في صناعتك؟
المسابقات هي محطات الشحن في حياة القراء والمبتهلين لما لها من استعدادات خاصة وشحذ للهمم والارتقاء بالمستوى والتزود بالجديد من العلم النغمي والمقامات والتسلح بالكلمات التي تحمل المعاني الجديدة البناءة وكذلك الاحتكاك بالمتسابقين له أثر كبير في تكوين شخصية القارئ والمبتهل حيث المعايشة والانصهار وأما الاحتكاك بلجان التحكيم فهو متعة كبيرة وتحصيل للخبرات والاستفادة المباشرة من هؤلاء القمم الذين علّموا الأجيال.
ـ كيف تقارن جمهور اليوم بجمهور الأمس في استقبال الإنشاد والابتهالات منكم ؟
يتميز الواقع بأن الابتهالات أخذت طابعا جميلا وأصبح كثير من الشباب يحبها ويتعاقب على سماعها بعد فترة قل فيها المستمعون إلى حد ما بعد العصر الذهبي لعظماء الإذاعة المصرية فصار الواقع مبشرا مع انتشار المواهب في ربوع مصر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات التي تشجع تلك المواهب ومن هنا فقد عاد الجمهور ليملأ أرجاء المساجد والاحتفالات في المناسبات المختلفة ليبشر بعودة روح العصر الذهبي للشارع المصري والعربي مرة أخرى ونتمنى أن يستمر هذا الواقع وأن يزداد ويتنامى في الغد القريب.
ـ يرى كثير من المبتهلين أن الابتهالات حظها قليل في وقتها المتاح لدى الإذاعة ما رأيك؟
الابتهالات في الإذاعة حظها ليس بقليل والمساحة المتاحة كافية لكي يخرج كل مبتهل ما لديه من كنوز والمهم كيف تستغل الوقت المتاح ورب دقية إبداع وتألق خير من ساعة حشو واسترسال.
ـ ما تجربتك في السفر للخارج لإحياء الحفلات؟
الحمد لله سافرت للخارج في عدد من دول العالم يأتي على رأسها أسبانيا وأيرلندا والإمارات العربية المتحدة وقد رأيت في تلك الدول مكانة المبدع المصري وكيف أنه لا زال يتبوأ المكانة الأولى بين قراء ومبتهلي العالم وكذلك رأيت حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
ـ كيف ترى دور الأنشودة والابتهال في الارتقاء بالمجتمع؟
الأنشودة صانعة الهمة لما تحمل من معاني الجدية والبناء والتقرب إلى الله بتنفيذ تعاليمه والسمو بالأخلاق والقيم وإعلاء روح المبادئ وحب الوطن الذي ورثناه عن رسول الله، ذلك الحب الذي لا يمكن أن نفرط فيه أبدا بل سنرويه بالعطاء والبناء.