قدمت أكثر من 100 ألف شهيد على مدار 60 عاما

تحقيقات
طبوغرافي

فيما تعالت ردود الفعل الدولية والغاضبة علي الاعتراف الأمريكي الرسمي بالقدس عاصمة لإسرائيل ، وعلي رأسهم جموع

المصريين، خرج علينا عدد من الجهلاء ليزايدوا على الدور المصري في قضية فلسطين ، وبدا أن هؤلاء المتبجحين لا يعلمون

شيئاً عن تاريخ مصر ودورها الجذري المحوري في القضية الفلسطينية وأن مصر كانت ولاتزال، البلد العربي الأكثر تضحية

وبذلا للدماء والمال، من أجل قضية الشعب الفلسطيني البطل.. يجهلون أن عشرات آلاف الشباب المصري سقطوا شهداء دفاعا

عن القضية الفلسطينية، وأن الاقتصاد المتدهور في مصر عبر سنوات سببه خوض الحروب دفاعاً عن الأرض والعرض..

ورغم أنف كل حاقد فإن الدور المصرى سيظل هو الدور المركزى فى تحقيق الوحدة الفلسطينية فالقضية الفلسطينية لا تزال

تحتل أولوية متقدمة فى رؤية صانع السياسة الخارجية المصرية ومصر قادرة على القيام بهذا الدور فى ظل تحركها الدبلوماسى

متعدد الاتجاهات سواء مع الاشقاء الفلسطينيين فى الداخل أو من خلال الأمم المتحدة.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن مصر قدمت أكثر من 100 ألف شهيد تضامنا مع القضية الفلسطينية على مدار 60 عاما،

وهذا ليس معناه أن الجهود متوقفة، نحن نقوم بهذا من أجل أهلنا في فلسطين موضحاً أننا دائما في كل مؤتمراتنا نتحدث عن

القضية الفلسطينية، ومن الصعب أن يزايد علينا أحد وعلى دور مصر في القضية الفلسطينية، وليس شرطا أن نذكر ما نقوم به

من جهود، وطالبنا كثيرا بضبط النفس".

وأكد الرئيس السيسى، على موقف مصر الثابت بضرورة الحفاظ على الوضعية التاريخية والقانونية للقدس فى إطار المرجعيات

الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، مع استمرار مصر فى دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته

المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية جاء ذلك خلال استقباله قبل أيام الرئيس الفلسطينى محمود عباس بقصر الاتحادية في جلسة

مباحثات مطولة لاستعراض آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، على خلفية قرار الولايات المتحدة الاعتراف

بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.

التسلسل الزمني للأحداث التي شهدتها العلاقات المصرية الفلسطينية ترصد كيف دفعت مصر ثمنًا غاليًا من أجل تلك القضية

منذ الاحتلال، وعبر تاريخها الحديث كانت فلسطين ولاتزال موضع إهتمام الحركة الوطنية المصرية.

وحرصت مصر علي دعم فلسطين في حرب العصابات الصهيونية عام 1948 حيث كان الجيش المصري في مقدمة الجيوش

العربية التي شاركت فيها ثم كانت الهزيمة في فلسطين أحـد أسباب تفجر ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الضباط الأحرار الذين

إستفزتهم الهزيمة العسكرية وعقب الهزيمة التي لحقت بالجيوش العربية أمام العدو الصهيوني الذي وقف خلفه بريطانيا

العظمى، شاركت مصر بوفد في مفاوضات الهدنة مع إسرائيل عام 1949.

وفى عهد الرئيس جمال عبد الناصر كانت قضية فلسطين في مقدمة إهتمام قادة الثورة ، خاصة بعد حادث غزة الإستفزازي ضد

الضباط المصريين عام 1955، ووضعها في مقدمة اهتماماته فعقد مؤتمر الخرطوم الذي رفع فيه شعار «لا اعتراف، لا صلح،

لا تفاوض» مع إسرائيل، والذي سمى بمؤتمر «اللاءات الثلاث».

وبسبب مواقف قادة الثورة، كانت إسرائيل طرفاً مشاركاً في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ثم قامت بعدوانها الواسع

المنفرد في عام 1967 بعد مواقف مصر السياسية الواضحة في دعم قضية فلسطين، والوقوف في وجه الأطماع الإسرائيلية في

المياه والأراضي العربية، ورفضها لتهـديدات إسرائيل.

وفي عام 1964، اقترحت مصر إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية بهدف توحيد الصف الفلسطيني وشاركت مصر في القمة

العربية الثانية التي اعتمدت قرار المنظمة بإنشاء جيش للتحرير الفلسطيني، وفي عام 1969، أشرف الزعيم جمال عبد الناصر

على توقيع اتفاقية «القاهرة» تدعيماً للثورة الفلسطينية.

وفى عهد الرئيس السادات خاضت مصر حرب أكتوبر التي توجت بالنصر فرفع شعار «النصر والسلام»، وبذل أيضاً جهوداً

عديدة بشأن القضية الفلسطينية، فكان أول من اقترح فكرة إقامة حكومة فلسطينية مؤقتة، عندما ادعت رئيسة وزراء اسرائيل

«جولد مائير» بعدم وجود شعب فلسطيني وخلال مؤتمر القمة العربي الذي عقد عام 1973 في الجزائر ساعدت مصر منظمة

التحرير الفلسطينية حتى تتمكن من الحصول على اعتراف كامل من الدول العربية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب

الفلسطيني، وفي أكتوبر عام 1975 أصدرت الأمم المتحدة قراراً بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك في جميع

المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط بناءً على طلب تقدمت به مصر وقتها، وكان آخر جهود السادات هو ما بادر به بدعوة

الفلسطينيين والاسرائيليين للاعتراف المتبادل.

وعندما تولى الرئيس مبارك استكمل نفس النهج وساعدت مصر في إجلاء القيـادة الفلسطينية عقب محنتها في لبنان، وفى

الاتفاق الأردني الفلسطيني (1985) وفى إعلان القاهرة لوقف العمليات الخارجية (1985) وفى الانتفاضة الأولى (1987)

وفى إعلان الدولة الفلسطينية (1988) وبدء الحوار الأمريكي الفلسطيني، ثم في مشاريع ومبـادرات التسوية (1989) وفى

مؤتمر مدريد (1991)، ثم أيدت مصر اتفاق أوسلو الذي ارتضاه الفلسطينيون 1993، وقامت برعاية العديد من الاتفاقات

التنفيذية له في القاهرة وطابا بعد ذلك ، وصولاً إلى الانتفاضة الثانية حيث استضافت مصر القمة العالمية في شرم الشيخ ثم

مفاوضات طابا وقامت مصر بسحب السفير المصري من إسرائيل نتيجة الإفراط الإسرائيلي في استخدام القوة ضد الفلسطينيين،

وساندت الموقف الفلسطيني دولياً، وقامت برعاية الحوار الفلسطيني - الفلسطيني وتبـذل كل جهد من أجل ضمان الانسحاب من

الأراضي الفلسطينية بدءاً من غزة، وبدء مفاوضات جادة للتسوية.

وفي عهد الرئيس السيسي فإن التزام مصر ثابت في مساندة قضية فلسطين، وتوجه الجهد السياسي والدبلوماسي المصري إلى

مساندة الموقف الفلسطيني، واستطاعت مصر إنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، عبر اتفاق للمصالحة، بعدما

استشعرت مصر الخطر على الدولة الفلسطينية فعملت على إعادة تنظيم البيت الفلسطينى بعد‮ فشل ‬22‮ ‬محاولة لرأب الصدع

الفلسطيني، شهدتها محطات متعددة، كالقاهرة، والرياض والدوحة، وأنقرة، ‬ لكن مصر تغلبت من خلال وساطتها علي عدة

عوائق وتم بالفعل توقيع اتفاق المصالحة في‮ ‬12‮ ‬أكتوبر‮ ‬2017 واستكمل الرئيس عبدالفتاح السيسى، ما بدأه أسلافه من رؤساء

مصر في دعم القضية الفلسطينية، لإيجاد حل لأكبر أزمة بالشرق الأوسط،.