يستطيع البشر بذل أقصى طاقاتهم في وجود الأمل

قصص وروايات
طبوغرافي

في سنة 1950 قام أستاذ جامعي إنجليزي اسمه ريتشر بتجربة نفسية علي الفئران .. التجربة كانت عبارة عن إحضار ثلاثة فئران ووضع كل منها في إناء زجاجي كبير ممتليء لمنتصفه بالماء ..

والإناء الزجاجي كبير حتي لا يستطيع الفأر التعلق بمخالبه أو القفز خارج الإناء .. وقام الأستاذ الجامعي بحساب الوقت الذي سيستمر فيه كل فأر في السباحة ومحاولة الخروج قبل الإستسلام للغرق .. وطبعاً كان هناك إختلاف بين كل فأر وأخر .. ولكن في المتوسط كان الفأر يحاول لمدة 15 دقيقة تقريباً ثم يستسلم للغرق .. فقام ريتشر بإعادة التجربة لكن مع بعض التغيير .. فكان عندما يرى الفأر في لحظاته الأخيرة وأنه علي وشك الإستسلام كان يقوم بإخراجه من الإناء وتجفيفه ويتركه يستريح لبعض الوقت ثم يضعه مرة أخرى في الإناء !


وفعل ريتشر ذلك مع كل الفئران ثم أخذ يحسب متوسط الوقت في المرة الثانية .. ففي المحاولة الأولي كان متوسط الوقت 15 دقيقة تقريباً .. وفي المحاولة الثانية كان متوسط الوقت أكثر من 9 ساعات ! .. نعم 6 ساعات وليس 15 دقيقة !. وهناك فأر إستمر لمدة 11 ساعة تقريباً.


وتحليل هذه التجربة هي أن الفئران في المحاولة الأولي فقدت الأمل بسرعة بعد أن تأكدت أنه لا سبيل للخروج .. وفي المرة الثانية كان لديهم خبرة سابقة بأنه هناك أمل وأنه في أي لحظة قد تمتد لهم يد العون لتنقذهم لذا إستمروا أكثر في محاولة النجاة والتشبث بالحياة في إنتظار من ينقذهم.


وهذه القصة تتكرر في كتب التحليل النفسي كثيراً كدليل علي أهمية الأمل والتفائل ومدى إرتباط القدرة الجسدية بالحالة النفسية.
الأمر خطير فعلاً .. فقد ينام شخص ما عدد ساعات كاف من النوم ومع ذلك لا يريد الإستيقاظ للذهاب للعمل ويشعر أنه ليس لديه طاقة لذلك .. في حين أن شخصا آخر قد ينام ساعة واحدة ثم يقفز من سريره بسرعة للتحضير لرحلة ممتعة مع أصدقائه
والخلاصة
أن معظم البشر يستطيعون بذل مزيد من الجهد عندما يجدون التشجيع ويتوقفون عن العمل عندما لا يجدون التقدير والمقابل الكافي.


وهذا أمر خطير جداً .. لأن ذهن وعقل الإنسان يفرض قيودا علي قدرات جسده.
وهناك مقولة منسوبة لإبن القيم رحمه الله تقول: الحُزن يُضعفُ القَلب ، ويُوهنُ العزم ، ويضر الإرَادَة ، ولا شَيء أحبُ إلي الشّيطان من حُزن المُؤمن