خمسة أشياء تضمن لك بركة الرزق

محاضرات
طبوغرافي

الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض

الداعية والمفكر الإسلامى

البركة في الرزق تأتي بخمسة أشياء، أولها: صلاة ركعتين قضاء الحاجة، وهي ركعتان، ثم يدعو بعدهما بهذه الأدعية المأثورة

" لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين...، ويفضل أن تكون الركعتان ليلا، ثانيا:

البكور في العمل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لامتي في بكورها))، ثالثا: أدعية البركة، ومنها: كان من

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته: ((اللهم اغفر لي ذنبي ، ووسع لي في داري ، وبارك لي في رزقي))، و((اللهم

اغنني بحلالك عن حرامك، واكفني بفضلك عمن سواك))، و((يا كاشف الغم، يا فرج الهمّ، يا مجيب دعوة المضطرين، يا

رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ارحمني رحمة واسعة تغنني بها عن رحمة من سواك)) ، رابعا: تجنب الوقوع في المعاصي،

حيث إن البركة لا تجتمع والمعصية أبدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه))، خامسا:

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا من أبواب الرزق والبركة.

هل تدخل الشياطين المساجد؟

نعم تدخل وتوسوس للناس، بل ويوقع بينهم، والأحاديث الواردة في وسوسة الشياطين للمصلين كثيرة، ومنها: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((رُصُّوا صُفُوفَكُمْ وَقَارِبُوا بَيْنَهَا وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَى الشَّيْطَانَ

يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهَا الْحَذَفُ)). والحذف : صغار الضأن، وعَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى

اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا)) قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللهُ

عَنِّي

ما هو وسواس الشعور بالذنب؟

وسواس الشعور بالذنب هو الوسواس القاتل، لأن الإنسان صاحب هذا الشعور يحدث في داخله تفاعلات خطيرة مع نفسه، ترى

أحدهم إذا فعل شيئا صغيرا جدا لا يعد معصية في الإسلام، فيبدأ يحاسب نفسه، ويقيم لها المحاكم، ويؤنب نفسه ليل نهار، ويظن

أنه هو السبب في كل الأمور السلبية التي من حوله، فيظل على هذه الحالة وبهذا الشعور، حتى يظن أن وجوده على ظهر

الأرض خطر على نفسه، وعلى من حوله من الناس، ولذلك أسميه الوسواس القاتل، لأنه يظل يتفاعل داخل الإنسان حتى يهلكه،

فيظل يؤنب نفسه على كل أمر يفعله ثم يعلم أنه خطأ، فيظل يؤنب نفسه، ويقول لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولو أني فعلت كذا

لكان كذا، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن ((لو)) أبوب الشيطان، وللخلاص من وسواس الشعور بالذنب التجاهل،

والنظر إلى الغد وإلى الأمام، وعدم النظر إلى الخلف ولا إلى الأمس.

احذر من أن تتقول على خير البشر

اعلم أن هناك في العصور المتأخرة من بعد التابعين قد ظهر أناس من الكذابين المتاجرين بالدين قد اختلقوا أحاديث ونسبوها

كذبا وزورا وبهتانا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكثير من هؤلاء الناس كانوا تجارا، فيختلقون الروايات التي تعلى من شأن

سلعهم من أجل بيعها، - فمثلا – كان احدهم يبيع الحلبة، فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تعلم أمتي ما في الحلبة

لشروها بثمنها ذهبا، فهذا كلام كاذب ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأنت إن قلت أو استشهدت بأحد هذه الأحاديث

فأنت بذلك تكون قد وقعت في الكذب عليه صلى الله عليه وسلم، فاحذر يا رعاك الله من أن تنجرف في هذا التيار، والنبي صلى

الله عليه وسلم قال: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)).

متى تسقط الصلاة عن المسلم؟

إن الصلاة لا تسقط عنك ما دامت روحك سارية في جسدك، فالصلاة لا يُعفى منها إلا الحائض والنفساء والمجنون حتى يفيق

والصبي حتى يحتلم؛ فلا تجب على هؤلاء أداء ولا قضاء؛ وأما النائم فإنه يجب عليه قضاؤها متى ما استيقظ والناسي متى ما

ذكرها، وفي المكرَه خلاف بين أهل العلم هل يقضي أم لا، أما ما دمت مسلما بالغا عاقلا صحيحا فلا يجوز لك أن تترك الصلاة

أو تؤجلها دون عذر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ،

وعن المجنون حتى يعقل)).

المخرج الوحيد لأزمة العرب 

المخرج الوحيد للعرب من جميع الأزمات هو الاتحاد، جمع أعرابي أولاده ليوصيهم، فطلب منهم أن يحضروا أعواد حطب

يابس ويكسروها مفردة فوجدوا فيها مهمة سهلة، ثم طلب منهم أن يكسروا حزمة حطب، فلم يستطع أيٌّ منهم ذلك، مما جعل أمر

الوصية سهلاً، ثم طلب منهم أن يكونوا حزمة واحدة كحزمة الحطب التي استعصت على الكسر، وقال الراوي أن الأعرابي

مات سعيداً بعد أن وعده الأولاد أن يجعلوا الوصية درسهم الأول و الأخير، فهكذا أمة العرب أمة كبيرة وبلادهم مليئة بالخيرات

فإن اجتمعوا فلن تستطيع قوة مهما كانت أن تكسرهم.

أجر المؤمن آخر الزمان أعظم من أجر الصحابة

نعم، فالمسلم في آخر الزمان وفي عصور الفتن يضاعف له الله تعالى الأجر 50 ضعفا عن أجر الصحابة الكرام فنْ زَيْدِ بْنِ

أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((أَتَدْرُونَ أَيُّ أَهْلِ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ إِيمَانًا؟))، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَلَائِكَةُ؟، قَالَ: ((هُمْ كَذَلِكَ وَيَحِقُّ ذَلِكَ لَهُمْ وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ

اللَّهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا، بَلْ غَيْرُهُم))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ؟، قَالَ: ((هُمْ كَذَلِكَ

وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ اللَّهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا ، بَلْ غَيْرُهُمْ)) ، قَالَ: قُلْنَا: فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((أَقْوَامٌ

يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ فَيُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي وَيَجِدُونَ الْوَرَقَ الْمُعَلَّقَ فَيَعْمَلُونَ بِمَا فِيهِ فَهَؤُلَاءِ أَفْضَلُ أَهْلِ الْإِيمَانِ

إِيمَانًا)).

كيف أعرف أن الله راض عني؟

إذا أردت أن يرضى الله عنك، فلا بد أن تكون أنت راضيا عن الله تعالى، رضي الله عنهم، ورضوا عنه، يعني صاروا راضين

بقضاء الله وقدره، وأطاعوه في أوامره، واجتنبوا نواهيه، والوصول إلى هذا الحب التبادلي، ليس أمرا سهلا، {يحبهم

ويحبونه}، فهذا الأمر يحتاج إلى مجاهدة وإلى تقوى وعزيمة قوية وهمة عالية، فالله تعالى يختص لرضاه أناسا استخلصوا

أنفسهم من أنفسهم، فالذي يستيقظ يوم الجمعة في الثانية بعد الظهر، هذا يحتاج إلى عملية استرداد من الشيطان، لأنه قد أصبح

من أتباع الشيطان،وكثير من الناس يحتاج إلى هذه العملية، وهي الاسترداد من الشيطان الرجيم، وخلاصة القول أنك ما دمت

راضيا بقضاء الله وقدره، محافظا على أوامره، مجتنبا ما نهاك عنه فاعلم أن الله تعالى راض عنك.