الشباب وعقيدة الانتماء

تنمية بشرية
طبوغرافي

بقلم / حاتم مصيلحي معلم لغة عربية

وباحث في الحضارة الإسلامية

 

يفتقد شبابنا عقيدة الانتماء نتيجة للسياسات التربوية والمفاهيم المغلوطة والمتبعة منذ عدة عقود وحقب متعاقبة،والمتهمفي ذلك القهر السلطوي داخل بيوتنا، ومؤسساتنا التربوية والحكومية.. فالطاعة العمياء دون نقاش أوحوار هي إحدى المنافذ والنوافذ السلطوية إلى قلب أصحاب السلطان ومادون ذلك خائن وعميل ويجب أن تقام عليه الحدود التي تمنع فكره من الانتشار والوصول، وتجريسه إعلاميا وعبر وسائل الاتصال المختلفة لإسكاته وتكميمه.

 وما أكثر الأمثلة قديما وحديثا.. فبات التزام الحيادية وعدم اعتناق رأي أوفكر معين منجيا من المهالك، في ظل غياب الأحزاب السياسية، والمنتديات الفكرية والتنموية عن الساحةفصار الشاب يعاني غربة نفسية ومجتمعية، وانفصام عقائدي فما يقال داخل أروقة المعاهد العلمية، وساحات العبادة أمر، وما يفعل وينفذ على أرض الواقع أمر آخر..وأصبحت عقيدة التملق هي أسلم العقائد وأوسطها بين النخبة، وتغير المواقف وتحويلها هي الملاذ الوحيد لضمان مكتسبات بعينها. وتسعى الدولة جاهدة إلى تربية الكوادر الشبابية وفتح نوافذ الحوار بينهم وبين مجتمع النخبة، بعقد المؤتمرات السنوية على مستوى عالمي بإحداث الاحتكاك المباشر بشباب العالم المتقدم، وبحث طرق التعاون الأيدلوجي والعلمي فيما بينهم، كي يكون لهم دور مشارك في التنمية والإصلاح، وبحث المشكلات العامة والخاصة وجعلهم أحد المحاور الرئيسة للنقاش، فبات الانتصارللشباب وقضاياه هدفا قوميا، بعد أن ظل دورهم مهمشا لفترات طويلة، فأدى ذلك إلى فقدهم الثقة في أنفسهم وفي بلدهم، والبحثعن طريق أو وسيلة لتفعيل دوره وتوظيف طاقاته واستيعابها دون ضابط أو رابط، فكانوا فريسة سهلة للمخططات التخريبية والتدميرية التي تضر بمصالح البلاد والعباد.إن حادث تهويد القدس وجعلها عاصمة أبدية لإسرائيل كشف لنا عن واقعنا العربي والإسلامي المرير، من تشرذم وتخاذل وانبطاح الحكومات تحت مسميات غير مقنعة يتشدق بها أصحابها، والتراشق بالاتهامات ،فتركنا عدونا الحقيقي، وتفرغنا لمعاداة بعضنا البعض. يا أمة الإسلام إن تاريخكم يتبدل، وتراثكم يتبدد وأنتم مكتوفو الأيدي، فمتى تنتصرون لعروبتكم وإسلامكم؟! فينصركم الله بحوله وقوته..