رغم كثرة الأعباء.. كيف تشعر بحلاوة الإيمان فى رمضان؟ رمضان بين العادة والعبادة!

استشارات
طبوغرافي

بقلم : سمية رمضان
المستشار الأسري

كل عام وحضرتكم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات.
مشكلتي أنني في دوامة الحياة ليل نهار، فمع طلوع الفجر وأنا في شغل وعمل لا ينتهي، فأنا أم لثلاثة أبناء في مراحل عمرية مختلفة، وأعمل في وظيفة خارج المنزل لا أعود منها إلا عصرا،

بالإضافة إلى أعباء المنزل اليومية، ومتابعة الأولاد في المذاكرة وشراء المستلزمات وغيرها من المسئوليات، وهذا يجعلني لا أشعر بروحانيات شهر رمضان الكريم، وكثيرا ما أشعر بفتور في العبادة، ولا أستطيع المواظبة على القراءة في المصحف وقيام الليل بسبب كثرة الأعباء، فماذا أفعل لأشعر بحلاوة الإيمان ولذته في شهر رمضان الكريم؟!

أهلا ومرحبا بكِ أختي الفاضلة، وكل عام أنتِ إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم، ورزقنا الله وإياكم عملا صالحا متقبلا، ورزقنا الدخول إلى الجنة من باب الريان.. آمين


سعدت جدا برسالتك أختي الفاضلة لاستشعاري بنفسك اللوامة التي تتوق إلى الطاعة ولذتها، وإلى رضا الرحمن سبحانه وتعالى، وهيا معا أختي الفاضلة نضع خطة ليس لشهر رمضان فقط بل لكل شهور السنة، ولتكن بداية التغيير رمضان هذا العام إن شاء الله.


1-جهزي بعض الأطعمة واحفظيها في الفريزر لتكون جاهزة للاستخدام في رمضان، وهذا سيوفر عليكِ وقتا وجهدا كبيرين كل يوم.


2-اجعلي لكِ وردا من القرآن أثناء الطريق إلى العمل في السيارة، ويمكنك أيضا استخدام جوالك لسماع وردك اليومي.


3-اجعلي وقت تحضير الطعام وكي الملابس وتنظيف الشقة وقت استغفار وتسبيح وذكر.


4-قسمي أعمال المنزل بينك وبين أبنائك حتى يتعودوا تحمل المسئولية، وحتى يتوفر لكِ وقت للعبادة والراحة.


5-أكثري من الصدقات في هذا الشهر الكريم، وابحثي عن بعض الأسر الفقيرة وأعدي لهم شنطة بها بعض الاحتياجات الأساسية كالأرز والسكر والبقوليات لتنالي ثواب إفطار صائم إن شاء الله.


6-اجتمعي مع زوجك وأبنائك يوميا ولو لفترة نصف ساعة، واجعلوها للذكر وقراءة القرآن وتدبر معنى آية، واتفقوا على عمل من أعمال البر تقومون به بشكل أسبوعي، وليكن زيارة أقارب، أو صلة رحم مقطوعة، حتى ينتهي الشهر بأربعة إنجازات.


7-يمكنك المواظبة على صلاة التراويح في المسجد؛ فالصحبة الصالحة ستشجعك على المواصلة والاجتهاد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.


8-يمكنك الاستعانة بعاملة أمينة ولو مرة أسبوعيًا لتخفيف ضغط وعبء الأعمال المنزلية عن كاهلك لتتفرغي للعبادة.


9-شاركي أولادك بإفطار خارج البيت وليكن في إحدى دور المسنين أو دور الأيتام، ليتعلم أبناؤك العطاء والحب ومشاركة الغير، وستشعرون جميعًا بسعادة بالغة بسرور تدخلونه على قلب مسلم، ويا حبذا لو استطعتم توفير ملابس للعيد لأحد الأطفال الفقراء ليشعر بالسعادة في العيد.


10-استحضري النية في كل عمل من أعمال البيت وتربية الأبناء ورعاية الزوج أنها عبادة، فقد قال رب العزة سبحانه وتعالى: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }.


فحياتنا كلها طاعة لله، حتى أعمال المنزل وما تعانين منه من تعب ومشقة فستؤجرين عليها بإذن الله، ولكن استحضري النية أن هذا العمل خالص لوجهه سبحانه، وستجدين البركة في كل شيء إن شاء الله، فما كان لله دام واتصل.


حبيبتي.. الأصل في المسلم أن يحول العادات إلى عبادات، لا أن تتحول العبادة إلى عادة؛ فيشعر بالرتابة والفتور، ولذلك أنصحك بأن تضعي هدفك نصب عينيكِ وهو الجنة، وقومي بكتابة جملة (هدفي الفردوس الأعلى) على ورقة بخط واضح وكبير، وعلقيها في مكان محبب إليك في حجرتك، فهذه الكلمة ستتحول إلى فكرة، والفكرة ستتحول إلى فعل، والفعل بتكرره يتحول إلى سلوك، والسلوك يتحول إلى شخصية إيجابية فعالة بهمة عالية ونشاط.


حبيبتي.. رمضان فرصة، فاعتبريه نقطة البداية للتحول الحقيقي للأفضل، وابدئي صفحة جديدة من حياتك أساسها طاعة الله والشعور بمعيته ولذة قربه، وليكن شعارنا جميعا: "رمضان بداية.. التغيير للأفضل".


وقد حكت لي صديقة عزيزة وهي أستاذ بكلية الطب بإحدى الجامعات المصرية أن زوجها دخل كلية الطب وتخرج فيها رغما عنه، وكان لا يحب تخصصه، وبعد فترة أتيحت له فرصة العمل في مجال الإعلام في دولة أجنبية، فأصبح له الريادة في هذا المجال، واسمه الآن ملء السمع والبصر؛ فقط لأنه عمل ما يحب ويبدع فيها.


أخي الفاضل ربما يدخل ابنك إحدى الكليات مما يطلق عليه كليات القمة، كالطب والهندسة وغيرها من الكليات، ثم لا يتميز ولا يبدع فيها، فليس المهم أن يدخل أبناؤنا كليات قمة، بل المهم أن يكونوا قمما في كلياتهم وفي مجتمعاتهم، وأن يضيفوا للمجتمع ولأنفسهم. وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى، ورزقنا بر أبنائنا .. آمين