الساجد محمد صلاح.. سفير الإسلام في أوربا

العالم الإسلامي
طبوغرافي

9 شهور فقط أصبح خلالها اللاعب محمد صلاح معشوقا لمعظم جماهير كرة القدم على مستوى العالم وخاصة جماهير نادي "ليفربول" الإنجليزي، بسبب ما يقدمه من مستوى متميز منذ انضمامه إليه مطلع هذا الموسم، ولكن هل أهدافه ومهاراته الكروية هي فقط ما ميزته ووجهت أنظار العالم له وخاصة بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2017 من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ونجاحه في قيادة المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب 28 عاما.


يجيب على هذا السؤال إمام مسجد "الرحمة" في مدينة ليفربول الإنجليزية، حيث أوضح أن أخلاق صلاح داخل وخارج الملعب جعلت جمهوره يحترمه، وانعكس ذلك على تصرفاتهم، خاصة المراهقين منهم، حتى أنهم ألفوا له أغنية خاصة بعنوان "المسجد سيكون مكاني" وأحدثت ضجة كبيرة في إنجلترا، وأعرب الإمام عن سعادته البالغة بهذا التحول الذي أحدثه صلاح، وجعل الناس يذكرون الدين الإسلامي بشكل إيجابي بسبب هذا الشخص المتميز.
ومن المعروف عن صلاح أنه دائم الحرص على الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي داخل وخارج الملاعب عبر السجود لله بعد كل هدف يحرزه، وحمله لكتاب الله تعالى معه في تنقلاته، وأدائه صلاة الجمعة بالمسجد. وأنه يقدم نموذجًا راقيًا للدين الإسلامي في أوروبا، بعد أن حطم بيكاسو مصر الحواجز الدينية تحطيمًا بفضل سلوكه
وليس أعجب مما كشفته صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير لها سابق حينما ذكرت أن محمد صلاح ساهم في تراجع الحوادث العنصرية في إنجلترا منذ انضمامه لفريق "ليفربول"، خاصة إشادة الجماهير الإنجليزية بالدين الإسلامي في هتافاتهم الرياضية وهذا مما يعد أمرا غير مألوف فى الملاعب الإنجليزية.
ويتضح هذا من خلال ما صرحت به المدير التنفيذي لمنتدى مكافحة العنصرية في أوروبا "بيارا بوار" قولها إن أغنية جمهور ليفربول لمحمد صلاح تعد المرة الأولى التي يلاحظ فيها بشكل واضح مثل هذا التقدير من الجمهور الإنجليزي للاعب مسلم، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها تعليقا إيجابيا وصريحا يتضمن الدين الإسلامي في الملاعب الإنجليزية، المعروفة بانتشار العنصرية فيها.
كما أكدت "بوار" تراجع حدة الإهانات العنصرية ضد الجالية المسلمة في بريطانيا منذ قدوم صلاح إلى ليفربول، واصفة الأمر بالخارق، مشددة أن اللاعب الجيد مثل صلاح يكسر الحواجز، ويدفع الجماهير لتقبل عرقه أو دينه، حتى لو كانوا في الماضي ضد ذلك، وهو الأمر الذي ترى فيه فائدة كبيرة للتغلب على العنصرية.
ووصل الأمر إلى أن جماهير ليفربول ألفت أغنية لصلاح، يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "أغنية المسلم"، تقول كلماتها: "هو جيد بالنسبة لي.. هو جيد بالنسبة لك.. وإذا سجل المزيد من الأهداف قد أصبح أنا مسلماً مثله، صلاح جيد بالنسبة لي، صلاح جيد بالنسبة لك، سيكون المسجد مكاني الذي أفضل التواجد به".
ومن أشهر التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إذا ظل محمد صلاح يسجل أهدافا بهذا القدر سنغير أغنية فريق ليفربول الشهيرة "لن تسير وحدك أبدا" ونردد الأذان بدلا منها!".
وكتب أحد المعجبين بصلاح قائلا: "سأعتنق الإسلام فورا من أجل محمد صلاح، على الرغم من أني لست من مشجعي ليفربول".
كما جاء تصريح "عمدة ليفربول" عن اللاعب بقوله: الكثيرون أبدوا إعجابهم بمحمد صلاح صاحب الـ25 عاما، بسبب أخلاقه الحميدة والتزامه الديني وجديته وتواضعه، حتى أن شبكة "ESPN" الرياضية الأمريكية قالت إن شعبية محمد صلاح أصبحت طاغية لدرجة تؤهله ليكون عمدة مدينة "ليفربول".
وقد علق بعضهم بالقول: "يقوم محمد صلاح بالكثير من أجل إنهاء صراع الحضارات، أكثر من أي شخص آخر في العالم".
ويقول مؤمن خان، إمام مسجد عبدالله كوليام في المدينة، «الهتافات أحدثت تغيرًا كبيرًا في نظرة الانجليز للدين الإسلامي، هي تفعل الكثير لتكسر الكره والخوف، لتظهر أن جميعنا أمة واحدة». وأوضح إمام المسجد أن «العمليات الإرهابية نشرت الخوف من الدين الإسلامي، لكن (مو) أظهر أننا لسنا وحوشًا». ودعى «خان» محبي «صلاح» للذهاب إلى المسجد كلفتة تظهر التناغم والسلام، فيما اعتبر اللاعب المصري «بطلًا حقيقيًا».