د/ لمياء لطفي عضو
الجمعية السعودية للغذاء
من المؤسف حقا أن يتخم الكثير منا نفسه عند الإفطار بشتى فنون الطعام والشراب، فيحوّل سعادة المعدة والأمعاء إلى مشقة وعناء. وكثير من الناس يشكو «عسر الهضم»، وهي كلمة شائعة تشمل عددا من الأعراض التي تعقب تناول الطعام،
كألم البطن وغازاتها، والتجشؤ والغثيان، وخاصة عقب تناول وجبة كبيرة، أو عقب تناول طعام غني بالدسم أو البهارات. وعادة ما تتحسن أعراض هؤلاء بصيام رمضان شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة، أو التهاب في المريء، وشريطة تجنب الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار.
وقد يستطيع المصاب بالقرحة المعدية الصيام إذا كان يتناول أدويته بانتظام ولا يشكو من أية أعراض. ولكن على مريض القرحة الإفطار إن كان أصيب بقرحة حادة، يشكو فيها من الألم عند الجوع، أو ألم يوقظه من النوم، أو في حال حدوث انتكاسة حادة في القرحة المزمنة. وكذلك الأمر عند الذين تستمر أعراض القرحة عندهم رغم تناول العلاج بانتظام.
ويحتار مرضى الجهاز الهضمي ما إذا كان الصيام صحيًا ومناسبًا لوضعهم ناهيك عن الأكلات التي يفضل تناولها للتخفيف من الآثار الجانبية المترتبة على تناول الأطعمة الدسمة والحلويات في الافطار والسحور.
لذلك لقضاء صيامٍ مبارك من دون ردات فعل وآلام في المعدة، يجب على المرضى الانتباه الى نوعية طعامهم، طريقة المضغ والتعرف إلى مشكلتهم لمعرفة أساليب الوقاية المناسبة.
والأكثر شيوعًا أثناء الصيام هو الإمساك بحيث يشكل مشكلةً حقيقة تجمع حولها عددًا هائلًا من الأشخاص الذين وقعوا ضحيتها وهي نتيجة نوعية تغذية رديئة وغير منتظمة كعدم تناول السوائل، الخضار والفواكه والتركيز على الأطعمة الغنية بالدهون، البروتينات والحبوب، إضافة إلى النقص في الفيتامين "ب" وعوامل أخرى كالبواسير وأدوية السعال.
يشعر الشخص الذي يعاني من الإمساك بجملةٍ من العوارض المزعجة كتضخم المعدة، ألم في البطن وعدم القدرة على الإخراج بشكلٍ منتظم. لكي يستطيع الشخص الذي يعاني من هذه العوارض تأدية واجبه وإتمام الصيام بشكلٍ طبيعي يمكنه ببساطة شرب كمية وافرة من السوائل والمياه في السحور والإفطار لتغذية المعدة بالمعادن الضرورية المسهلة لعملية الهضم مع التقليل من المنبهات المؤذية لعملية الهضم كالقهوة والشاي. وضرورة ممارسة الرياضة كل يوم بعد ساعتين من الإفطار
ولا يفوتني في ذلك أن أنسى مريض القولون، الذي يعاني مجموعة اعراض مصدرها القولون، وبسبب تقلص عضلات القولون تتكون الغازات بالإضافة إلى انتفاخ البطن والامساك او الاسهال او كليهما. بشكل عام يستطيع المصابون بالقولون العصبي الصيام من دون التعرض لمشاكل. بل يعد الصيام فرصة لهم للتخلص من الكثير من الاعراض التي تزيد غالبا مع الاكل او الافراط فيه، ويلاحظ الكثير من مرضى القولون العصبي أنه في فترة الصيام في شهر رمضان تحسن اعراض عسر الهضم خصوصا عند تقليل كمية ونوعية الاطعمة الدسمة كالمعجنات والحلويات بأنواعها. حيث يوفر الصيام عنصرين مهمين جدا لمرضى القولون العصبي وهما الهدوء النفسي والعبادة المصاحبان للصيام في الشهر الكريم، حيث يعتبر القلق النفسي والانفعالات من اهم الاسباب التي تزيد من اعراض القولون. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى طول فترة الصيام ما بين السحور والفطور والتي تعمل على تنظيم الطعام من ناحية والحفاظ على القناة الهضمية وصيانتها من ناحية اخرى وهي اشياء مهمة في علاج القولون.