اكتشاف علمي يُنقذ 20 مليون فدان من البوار

مشروعات صغيرة
طبوغرافي

تكفلت نباتات زينة ذات ألوان جميلة بمهمة إبطال مفعول الألغام في مصر بعد أن تم اكتشاف قدرتها على مضاهاة أحدث تقنيات مكافحة الألغام التي خلفتها الحرب العالمية الثانية في منطقة العلمين.
واكتشف باحثون نباتات يمكنها كشف الألغام عن طريق امتصاص المادة المتفجرة الموجودة فيها فيتحول لونها إلى الأحمر.

وقال الدكتور أبوالدهب محمد أبوالدهب، رئيس قسم الزينة بكلية الزراعة جامعة القاهرة، وصاحب أحد البحوث العلمية التي قدمت أخيرا إلى أكاديمية البحوث للقضاء على الألغام، أن فكرة النباتات قاهرة الألغام جاءت بعد أن وجد أن هناك حوالي 2.2 مليون فدان بصحراء مصر الغربية من أجود الأراضي الزراعية، فيها ملايين الألغام التي خلفتها الحرب العالمية الثانية.

واكتشف أبوالدهب، من خلال الدراسة التي قام بها على نوعية من النباتات أن المجموع الجذري لبعضها يقوم بتكوين إنزيم يدخل في جسم اللغم ويتغذى على عنصر النيتروجين، الذي يعتبر المادة الفعالة في اللغم، ثم يحوله إلى بروتين وأنسجة ليتغذى عليه، وبالتالي يفقد اللغم قيمته الضارة.

_48981_mineg

واحتدم الجدل مؤخرا في مصر حول الاكتشاف الجديد واللافت لقدرة تلك النباتات على المساعدة التي ستقدمها للدولة دون حاجة إلى خرائط أو مساعدات غربية قد تكلفها مبالغ مالية طائلة.

وأعلن بعض الباحثين امتلاكهم حق الاكتشاف لكن أبوالدهب أكد أنه قدم تجارب دراسته لأكاديمية البحث العلمي، التي من المفترض أن تنفذ المشروع على أرض الواقع، لكن الباحث المصري يعيب على السلطات تأخرها في وضع خطة عاجلة للاستفادة من الاكتشاف الذي توصل إليه.

وطالب أبوالدهب المؤسسة العسكرية في مصر بوضع بحثه قيد التنفيذ، والتفكير في الخطط اللازمة للاستفادة منه، باعتبارها الجهة المعنية بمنطقة الألغام، ولا يمكن الوصول إليها إلا بتصريح منها.

وخلفت الحرب العالمية الثانية في منطقة العلمين، بالقرب من ساحل البحر المتوسط وحتى حدود مصر الغربية، ما يقرب من 17.5 مليون لغم تحتل مساحة شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، في حين خلفت الحروب المتعاقبة مع إسرائيل، من جهة الحدود الشرقية، ما يقرب من 5.5 مليون لغم في سيناء والصحراء الشرقية.

وأكد العالم المصري أن الأبحاث توصلت إلى الكشف عن نوع من البكتيريا يستطيع أن يحدث ثقوبا في جسم اللغم الذي يكون عادة داخل علبة من الحديد، فيتيح لجذور النباتات اختراقه وامتصاص عنصر النيتروجين.

وكشفت الدراسة أن بعض النباتات البدائية عند زارعتها في أماكن الألغام يتحول لونها إلى الأخضر الداكن، ويمكن نقل هذه الصفة الوراثية إلى بعض النباتات التي تنمو بالفعل عن طريق نقل الجين إلى النباتات الموجودة في الصحراء، بدلا من استيرادها من الخارج. ومن أهم تلك النباتات، الوينكا وبنجر السكر والدخان.

وعن كيفية زراعة هذه النباتات في أماكن تواجد الألغام أوضح أبوالدهب أن “نثر بذور نباتات مكافحة الألغام سيتم عن طريق الطائرات”، موضحا أن هذه المنطقة بالصحراء الغربية تتساقط فيها الأمطار في توقيت معين كل عام، وبكمية تجعل هذه البذور تنبت بحالة جيدة.

وتبلغ تكلفة تفكيك اللغم الواحد حوالي 2000 دولار، ولا تمتلك مصر خرائط تحدد أماكن تواجد الألغام بدقة، خصوصا في ظل تعدد أنواعها، حيث أصبحت مسألة العثور على أماكنها أشد صعوبة بسبب الكثبان الرملية التي تساهم في تغير مواقعها بشكل متكرر، وهو ما يتطلب تكلفة مالية باهظة تحتاجها الحكومة المصرية للشروع في عملية إزالتها.