صناعة الساعات ..مهنة الأمراء تتوارثها الأجيال

مشروعات صغيرة
طبوغرافي

ساعاتية اليوم هم الجيل الثالث.. والمهنة تنقرض

صناعة الساعات هي مهنة الأمراء في أوربا بل ويقف اقتصاد دول كاملة عليها مثل سويسرا، وعرف العرب هذه المهنة حتى إن أمير الشعراء أحمد شوقي كتب الشعر لها حين قال( دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان ) وكيف أنه تم صناعة جيب لها يحويها في البدل حتى يحفظها، ولكن هل حال صناعة الساعات الآن كما يرام بمصر، أم أصبحت كغيرها من الصناعات؟ هذا ما نحاول أن نجيب عليه ..

وبصحبة كاميرا الفتح اليوم قمنا بزيارة شركة أو محل «هنهيات» للساعات – أعرق وأقدم متجر للساعات السويسرية – في الشرق الأوسط والذي يرجع تاريخه إلى عام 1907 ويقع ببولاق أبو العلا، وتقابلنا مع المهندس عصام سيد.. حفيد الأستاذ سيد أحمد مصطفي شريك الخواجة «سالمون هنهيات» والذي اشترى منه المحل عام 1948حينما هاجر إلى أوربا وعاد إلى وطنه فهو يهودي بلغاري عاش في مصر وأنشأ المحل وهاجر بعد حرب 1948.

ولهذا لا تعجب إذا ما عرفت أن رواد المحل وزبائنه كانوا الملك" فؤاد والملك فاروق والزعيم سعد زغلول ورئيس الوزراء مصطفي النحاس، والفنان نجيب الريحاني ويوسف وهبي وسيدة الغناء العربي أم كلثوم والعندليب عبدالحليم حافظ والكاتب الكبير مصطفي أمين والعالم مصطفي محمود".

وبالحديث عن صناعة الساعات الآن بمصر اشتكى المهندس عصام سيد من تدهور هذه الصناعة وازدياد العقبات الكبيرة في استيرادها بسبب زيادة الضرائب عليها وعدم القدرة على توفير قطع الغيار أو صناعتها، ولجوء الكثير من التجار إلى استيراد الساعات الصيني المضروبة والمزيفة والمقلدة للأصلي منها.

وعن سؤاله عن مدى توافر الصنايعية والحرفيين من الشباب وتجهيزهم لهذه المهنة، أكد أن الموجودين الآن بمصر هم الجيل الثالث للحرفيين الأصليين من الأجداد الذين استطاعوا توريث هذه المهنة إلى أحفادهم أما أن تاتي بشاب ليتعلم الصيانة أو التجارة فالأمر صعب عليه لما تحتاجه من مهاراة الدقة الكبيرة والصبر غير أن الدخل المالي منها هذه الأيام ضعيف، ولهذا للأسف الشديد تحولت العديد المحلات الكبيرة إلى محلات للتجارة بمختلف أنواعها.

ويضيف: الساعاتي هو فنان لا بد أن يتمتع بعديد من المهارات الخاصة مثل المثابرة والدقة الشديدة والذكاء وقبل كل هذا لا بد أن يكون محبا للمهنة وأن يسعى للحفاظ على تقاليدها، وبسؤاله عن مستقبل هذه الصناعة وهل يمكن أن نرى يوما ما مصنعا للساعات يضاهي مصانع سويسرا أكد أن الأمر أشبه بالصناعات الثقيلة لأن صناعة الساعة لا بد لها من صناعات مكملة لها ومغذية مثل ( الأستيك – الكرستالة – التروس – الحجارة ) وأن الأمر كبير ولكن لو أردنا يوما هذا سيكون بإذن الله تعالى وخاصة أن المحل كان له مصنع خاص بسويسرا ينتج له ساعات باسم ماركة النوملاس.

وبسؤاله عن الفرق بين الساعات السويسري والساعات الياباني والصيني، أكد أن الساعات السويسرية لا يقل سعر الواحدة منها عن 20 ألف جنيه حسب الماركة الخاصة بها ولهذا فتصليح الساعة من الممكن أن يصل إلى بضعة ألاف من الجنيهات ولهذا فهي مهنة مربحة إذا أتنقنها الشاب، أما الساعات الصيني فهي لا قيمة لها وأما الياباني فهي جيدة وسعرها مقبول تبدأ من 500ج إلى 2000ج أي في متناول يد المصريين.

يوجه المهندس عصام العديد من النصائح لكل من يريد تعلم هذه المهنة بتعلمها من أيدي الكبار وأن يحبها ويعطي لها الكثير ، أما نصيحته لكل من يقدم على شراء ساعة أن يشتري من مصدر موثوق كالتوكيل وعدم الاعتماد على ساعة واحدة وأن يتعلم منها كيفية الحفاظ على الوقت وأن الحياة مجرد مجموعة من الدقائق والثواني.