“ساقية أبو شعرة”.. قلعة السجاد!

مشروعات صغيرة
طبوغرافي

هنا لاتتوقف كثيرًا أمام معنى الاسم “أشمون جريس” فقد يمضى بك الوقت طويلا وأنت تتنقل بين الروايات المختلفة حول تفسيره! اطلق لحواسك الخمس العنان واخط على أرضها وتأمل وتعرف على ما تحمله من صفات ومقومات فريدة لمدينة مصرية حاربت البطالة وانتصرت عليها ..

حلمت بالتميز والجمال فأتاها مهرولا.. “أشمون” المكان الذى ينتمى جغرافيا إلى محافظة المنوفية وتبتعد عن القاهرة بنحو 40 كيلو مترًا شمالا ، وحصلت على لقب أجمل مدينة مصرية قبل خمسة أعوام..

ومازالت تحافظ على جمالها وتميزها إلى الآن بفضل جهود أبنائها فالكل هنا يعمل ويطور من أدواته ولذا، فلم يكن غريبا أن تقل نسبة الجرائم المعتادة على أرضها كالسرقة والقتل والاغتصاب والمخدرات فالعقول هنا مشغولة بالعمل والانتاج ففى جنوب المدينة تقع قرية “ساقية أبو شعرة” التى تعد قلعة صناعة الكليم البلدى والسجاد اليدوى سواء المصنوع من الحرير أو الصوف فى العالم حيث تأتى فى المرتبة الثانية من حيث الشهرة بعد السجاد اليدوى الإيرانى وتسبق الأفغانى والمغربى وذلك على الرغم من أن تعداد القرية لايتجاوز 20 ألف نسمة إلا أن اللافت أن 90% من أبنائها يعملون فى تلك الصناعة المتوارثة أبا عن جد فلا يكاد يخلو بيت فيها من نول ولذا غزت منتجاتها الأسواق والمعارض الدولية فى أوروبا وأمريكا لدرجة أن الرئيس مبارك فوجئ فى أثناء زيارة له فى فرنسا عام 1987 ووجوده فى قصر الأليزية بسجادة معلقة على حائط وعليها عبارة نسجت فى ساقية أبو شعرة

يلخص سمير عبد النبى الشورى أحد أبناء تلك القرية سر تنامى تلك الصناعة فى ساقية أبو شعرة بقوله: السجاد اليدوى بالنسبة لنا نحن أبناء تلك القرية هو حالة حب بالفطرة فالطفل يولد ويكون النول هو أول ما تقع عليه عيناه فمن الممكن ألا تجد تليفزيون أو ثلاجة فى البيت ولكن بالضرورة ستجد النول فى أحد أركانه مشدودًا عليه خيوط الحرير والصوف ويضيف: نتيجة لإتقان مهنة النسيج بين أبناء القرية أصبحت قبلة للتجار الكبار الذين يقومون بعد ذلك بتصدير هذا السجاد إلى الأسواق والمعارض الكبرى سواء داخل مصر أو خارجها ويحصلون من ورائها على مكاسب خيالية .

ويطالب بإقامة معرض دائم للسجاد على أرض القرية وإيجاد وسيلة لتمويل صناعة السجاد وتوفير المواد الخام لاسيما للشباب الذين يبدأون حياتهم العملية كى تزداد إنتاجية القرية من السجاد ومعه يزداد التصدير وفتح آفاق جديدة لمنتجات القرية فى أسواق العالم.