“ساقية المنقدي” صناع علب الصدف

مشروعات صغيرة
طبوغرافي

من القرى التى تحظى بسمعة وشهرة كبيرة فى مجال الصناعة والإنتاج قرية كفر أبو محمود بسنتريس والتى تشتهر بتجفيف البصل وقرية “قورص” المعروفة بصناعة الحلوى وقرية “ساقية المنقدي” التى يعمل الكثير من أبنائها فى صناعة علب الصدف والمشغولات اليدوية ـ

يقول عطية خميس عطية مدير عام التنمية بأشمون: أبناء تلك القرية ودعوا منذ سنوات كلمة بطالة واتجهوا إلى إيجاد فرص عمل جديدة ومتميزة لأنفسهم فى مجال يعد جديدا على أهل الريف وذلك بدعم وتمويل وقروض من الصندوق الاجتماعى وبنك التنمية والائتمان الزراعى وجمعيات منتجى خان الخليلى بالقاهرة بإنتاج الموبيليات المطعمة بالصدف بجميع أنواعها إلى جانب علب مختلفة الأحجام مطعمة بالصدف من تلك التى تستخدم فى حفظ المجوهرات ومشغولات اخرى تستخدم فى الديكور يتم إعدادها حسب الطلب ويتم تسويق منتجات تلك القرية من خلال تجار الجملة بخان الخليلى وعن طريق المعارض الدولية فى مصر وخارجها إلى جانب البازارات السياحية فى المناطق الأثرية كالأقصر وأسوان، مؤكدا أن تلك النوعية من الصناعة باتت تلقى اقبالا كبيرا من قبل شباب القرية نظرا لتوافر المواد الخام اللازمة لها والتى تنحصر فى أخشاب وإسفنج وألواح بلاستيك وقطيفة وصدف مستورد من اليابان تتولى جهات التمويل توفيره لأبناء القرية.

فخار جريس.. “إدى الفخار لصُنّاعه”
هناك أيضا قرية “جريس” التى تعد قلعة صناعة الأوانى الفخارية فى الوجه البحرى وهى من أعمال أشمون وتبعد عنها بنحو 7 كيلومترات فقط وتعد واحدة من أقدم وأشهر قرى مصر حيث اشتهرت منذ القدم بصناعة الفخار وتصديره لكل القرى والمدن عبر نهر النيل حيث كانت تحظى يوما ما قبلإنشاء قناة السويس بشهرة واسعة كميناء مهم على النيل ترسو عليه القوارب والصنادل وكانت تأتى فى الأهمية كميناء بعد روض الفرج ودمياط ورشيد وهى الآن عبارة عن ورشة كبيرة لصناعة الفخار فلا يكاد يخلو شارع أو زقاق أو سطح منزل فيها من كميات كبيرة من الفواخير مصفوفة أو معدة للبيع.

يفسر لنا فوزى محمود غنيم واحد من شيوخ تلك المهنة سر ارتباط أهل قرية جريس بالفخار قائلا: طيلة عمرنا ونحن نصنع الفخار بتلك الطريقة ومن قبل آبنائنا وأجدادنا: نخلط الأتربة الناعمة بالماء لعمل العجينة ثم نضعها فى الدولاب لتصنع على هيئتها المعروفة (قلة، إبريق، زير.. الخ) ثم نتركها نحو أسبوع لتجف قبل أن نضعها فى أفران تعتمد على الحطب التقليدى قش الرز واعواد الذرة والقطن الجافة لتحترق وبعدها تكون جاهزة للبيع والاستعمال.

ويؤكد أن هذه الصناعة يتوارثها أبناء جريس منذ آلاف السنين دون غيرهم من القرى المجاورة،نظرا لما تتمتع به جريس من مقومات طبيعية ملائمة لتلك الصناعة، فى مقدمتها توافر الطينة السوداء الكثيفة التى تعد المصدر الأول لصناعة الفخاز، إلى جانب توافر مصدر دائم للماء وهو نهر النيل وأيضا مهارة الأيدى وخفة حركة القدم.. والتى يتوارثها أبناء جريس، جيلا بعد جيل..