القريـة الزجـاجـية هزمت البطالة

مشروعات صغيرة
طبوغرافي

على بعد ٢٠ كيلومتراً من مدينة المنصورة، وعلى الجانب الشرقى لبحر المنصورة، تقع قرية جراح مركز أجا، والتى تعرف باسم القرية الزجاجية لشهرتها العالمية فى صناعة الكؤوس الزجاجية، والتى بدأت مع الثمانينيات على يد أحد أبنائها الذين تعلموا هذه الصناعة فى أحد المصانع المتخصصة.

استطاعوا أن يصلوا بها إلى مكانة متميزة فغزت الأسواق المحلية بجميع محافظات مصر، واستطاعت هذه القرية أن تبنى لها مكانة متميزة وسط الصناعات المحلية تعمل القرية بنظام دقيق ومحكم، كل واحد يعرف دوره تماماً، لدرجة أن القرية لا يوجد فيها عاطل واحد ولا تسمع فى شوارعها إلا صوت أفران صهر الزجاج وماكينات النحت والزخرفة وأفران التحميص.ويعمل فى هذه الصناعة ما لا يقل عن ١٠٠٠ عامل من قرية جراح والقرى المجاورة برواتب شهرية تصل إلى 1200 جنيهاً

يقول أحمد أمين، أحد أبناء القرية، إن تلك مصانع الزجاج ساهمت بشكل كبير فى القضاء على البطالة وتشغيل الأيدى العاملة، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من أبناء القرى المجاورة يأتون للعمل فى القرية، والبحث بها عن فرصة للدخل. يقول عادل محسن الميمي، صاحب مصنع زجاج، إن جميع المصانع الموجودة بالقرية تقوم بتصنيع الكأس البلدية، والكوب الشعبى و«الشفشق»، وأطقم الشربات، وهذه الأصناف تصنع من الزجاج الكسر بعد سحقه وخلطه بالرمل الجبلى ذى اللون الأبيض، ويتم فى حفر عميقة، ثم يوضع هذا الخليط فى فرن مبنى من الطوب الحراري، ارتفاعه ٥ أمتار وعرضه ٤ أمتار، يعمل بالغاز والكهرباء ومزود بماسورة هواء ويعمل فى درجة حرارة عالية جداً قد تصل إلى ١٠٠٠ درجة، حتى يتحول إلى عجينة سهلة لينة صالحة للتشكيل.

ويبدأ تصنيع الكأس أو الكوب بأخذ قطعة صغيرة من العجينة بواسطة سيخ من الحديد مفرغ من الداخل لنفخ الهواء به مع كل مرة ووضع العجينة على قالب حديدى لعمل قاعدة الكأس ثم قطعة أخرى لاستكمال جسم الكأس ثم قص الجزء الزائد ويتم ذلك فى دقيقتين.

يقول معوض منير شبانة، صاحب مصنع زخرفة، إن الزخرفة من الفنون الجميلة التى تمارسها القرية من زمن بعيد، والتى تبدأ بالرسم على الزجاج بأشكال مختلفة من الرسومات تتماشى مع السوق المحلية، ثم النحت لتفريغ هذه الرسومات بواسطة حجر يعمل بالكهرباء ثم زخرفتها بأشكال مختلفة من ماء الذهب وغيره.

ويضيف شبانة أن صناعة الزجاج بالقرية شهدت ازدهاراً كبيراً فى فترة من الفترات لم تكن بها أى منافسة حقيقية داخل السوق المصرية، لكنها سرعان ما تقلصت بسبب عدم تطوير الصناعة والارتفاع الجنونى فى أسعار المواد الكيماوية والخامات التى تدخل فى صناعة الزجاج وغرق السوق المصرية بالصناعة الصينية والإندونيسية التى تتميز بالجودة والسعر المنخفض