القرى المنتجة.. طريق الاقتصاد الواعد

مشروعات صغيرة
طبوغرافي

واقع الحال دائمًا يفرض آليات لكل مرحلة فى عمر الوطن ومصر الآن تحتاج إلى نمط سكانى يختلف عن سابقيه، ونقصد هنا وضع القرية المصرية وما آل لها فى تلك الحقبة الماضية من هجرة مستمرة للأرض والزحف على المدن بشكل لافت للنظر .

وانقلاب حال القرية المصرية رأسًا على عقب من خلال السنوات الماضية حيث أصبحت شبحا للمدينة بعد أن كانت أداة مهمة جدًا من أدوات الإنتاج فى الاقتصاد المصرى، وكان الفلاح المصرى مثالا يحتذى به فى العمل والإنتاج؛ ليتحول اليوم هذا الفلاح وقريته بحقولها الذاهية إلى كتل خراسانية قبيحة تحتل مكان الأراضى الزراعية الخصبة ويتحول الفلاح من نشاطه المعتاد ..

الاستيقاظ مبكرا والعمل فى الأرض بقوة مما أكسبه قوة فى البنية تظهر فى قوامه الممشوق؛ ليتحول إلى تجارة السوبر ماركت وعامل فى المقاهى، وتخلى عن نشاطه والاستيقاظ المبكر وشيئًا بشيء تحول حالهم إلى بطالة وكساد.. فبارت الأرض بعد أن كانت منتجة لذلك..

كان لازما أن تعود القرية المصرية على ما كانت عليه فكانت فكرة مشروع القرى المنتجة وصديقة البيئة فى مصر وفى إطار المشروع التجريبى الأول لإنشاء نمط جديد من القرى فى مصر، وكان لابد من التحرك السريع من قبل المسئولين وبالفعل تحركت كل من وزارة التنمية المحلية بالتنسيق مع وزارة الاسكان والمحافظات بالخطوات التنفيذية لإنشاء أول قرية منتجة صديقة للبيئة ومنخفضة التكاليف فى مصر والشرق الاوسط وكانت محافظة الفيوم .

والفكرة تعتمد على ثلاث ركائز أساسية هى
الاقتصاد الأخضر.. البيئة الخضراء.. جودة الحياه
وعلى أساسها سوف يجرى العمل بها بحيث يتحقق الاقتصاد الأخضر الصديق للبيئة لبناء منتج يحقق قدرًا مناسبًا من الاكتفاء الذاتى ويكون لديه القدرة على التصدير معتمدًا على التكاليف المخفضة بالإضافة إلى جودة الحياة ومستوى معيشة مستدام مع توفير الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية بشكل متميز بما يتمشى مع معاير تلك المجتمعات.

والفكرة يمكن تعميمها على أكثر من 400 قرية من قرى الظهير الصحراوى والفكرة تقوم على إنشاء مجتمع مستدام من خلال قرية متوافقة بينيا ومنتجة ومنخفة التكاليف كنموذج يمكن تنفيذه فى القرى المصرية بوجه عام وقرى الظهير الصحراوى على وجه الخصوص بما يتلاءم مع طبيعة الواقع المعمارى والعمرانى المصرى ويكون حل عبقرى للخروج من ضيق الشريط النيلى إلى براح الصحراء بقرى منتجة عصرية حديثة منخفضة التكاليف. والفكرة تهدف إلى استغلال طاقات الشباب الجامعى وغيره..

وطاقاتهم المعطلة واستيعابهم فى برنامج قومى يحقق للشعب المصرى تخفيض معدلات البطالة وزيادة الإنتاج الغذائى لتحقيق الاكتفاء الذاتى كما يؤمن السكن المناسب للأسر المصرية فى المشروع نفسه ويعالج بل ينهى مشكلة العشوائيات فلتكن ثورة على النفس لتحقيق الاكتفاء والكرامة والحرية ورغيف العيش.. وبكرة أجمل لمصر بإذن الله.