أمل وتوعية وحقوق

كلمة العدد
طبوغرافي

 

بقلم أحمد الجعبري

  لم يكن من قبيل الصدفة اختيار السيد الرئيس "عبد الفتاح السيسي" عام 2018م عاما لذوي الاحتياجات الخاصة، بل لحاجتهم الشديدة لهذا الدعم السياسي العظيم، وحاجتنا نحن إلى مزيد من الفهم والتوعية بهم وبمتطلباتهم ومشكلاتهم والتفاعل الحقيقي معهم، وحاجة الوطن إلى كل فرد منهم يمد يد العون بالبناء والتنمية.

 فليس كل معاق متخلفا عقليا لا يعي شيئا في الحياة، أو أن إعاقته برهان لاتهامه بأنه لا جدوى منه أو نفع. وما أكثر النماذج المشرقة منهم والتي تخطت بذكائها حدود العبقرية، وخلدت لأنفسهم وأوطانهم أسمى درجات الفخر والعزة وأثبتوا أن الإعاقة ما هي إلا إعاقة الفكر والإرادة، فمن منا لا يعرف "مصطفى صادق الرافعي" وكان أصما، أو عميد الأدب العربي "طه حسين " وكان كفيفا، أو من منا يستطيع أن يطاول ما حققه "ستيفن هوكينغ" وهو من خلد نفسه أعظم عالم للفيزياء على مر التاريخ وكان يعاني من الشلل الكامل بكل أجزاء جسده.

 وإذا كانت الدولة المصرية وفِّقت ونجحت في أولى خطوات تحقيق العدالة الاجتماعية للمعاقين، ورفع حالة التهميش لهم بوضع قانون 2018 واستطاعت أن تمهد الطريق لهم للحصول على حقهم في التوظيف والعمل الحقيقي وضمان الحماية الاجتماعية لهم، فلم يعد عملهم أو توظيفهم مساعدة خيرية أو تبرع شهري من صاحب العمل بل مشاركة مجتمعية بناءة، وأيضا ما ضمنته الدولة لهم من مشاركة فاعلة في نواحي التعليم والصحة والرياضة والسياسة.

يأتي الدور الأكبر والفعلي علينا نحن بفهم متطلبات هذه الفئة وتيسير اندماجهم معنا وتقبل ضعفهم ونقصهم بالتكامل معهم حتى نستطيع الاستفادة مما لديهم من طاقة وإمكانات جبارة وإبداع حقيقي يتخطى الخيال.

 ولهذا فعلى كل فرد وكل أسرة وكل مدرسة ومؤسسة أن تؤسس لثقافة التوعية بالمعاقين وباحتياجاتهم وكيفية تيسير السبل أمامهم ودمجهم وإشراكهم في مختلف جوانب الحياة التعليمية والصحية والعملية والرياضية والثقافية والترفيهية إيمانا بحقهم في المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص مع غيرهم من الأسوياء وليس عطفا عليهم ولا شفقة.